بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
مواضيع مماثلة
"سحر النواعم".. خداع للموهومات والباحثات عن الراحة المزيفة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
"سحر النواعم".. خداع للموهومات والباحثات عن الراحة المزيفة
إحداهن رأت زوجها قرداً وأخرى سحر لها طليقها لتنجب "إناثاً"
جدة: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) هذه الآية الكريمة حسمت أمور السحرة والمشعوذين ، إلا أن واقع الحال جعل العديد من النساء يعانين بعض القيود الاجتماعية التي رسمت ملامح واقع مأساوي تعيشه المرأة، ما جعلها تهرب إلى عالم الغيبيات، آملة أن تجد حلولاً لبعض المشاكل التي صعُب على المجتمع أن يعالجها. ومن اللافت أن الطبقات المثقفة في المجتمع تلجأ لتلك الأمور وتقع ضحية للدجالين والمشعوذين.
"سبق" تعرض قصصاً لنساء نزفن ألماً وحسرة من جراء أعمال سحرية وقعت بهن، وتتساءل: هل ضعف المرأة وراء لجوئها لعالم السحرة؟ أم أن حالة الفراغ وتغييب العقل جعلتها فريسة لهؤلاء السحرة؟!
كهرباء في جسدي
في البداية تحدثت إحدى السيدات "تحتفظ "سبق" باسمها" قائلة: أنا الزوجة الثانية لزوجي، وقد وافقت على الزواج منه لأني وجدت فيه الخُلق الطيب والإيمان الحق، وبعد شهر من الزواج بدأت أشعر بالنفور منه وعدم الرغبة في الاقتراب منه، وكذلك عندما أشتم رائحته تنتابني حالة غثيان، اعتقدت أنها أعراض حمل، بيد أن الطبيب نفى لي ذلك.
وتابعت: حار زوجي في أمري، فهو يلبي كل رغباتي ويعاملني أرقى معاملة. واصفة ما تراه عندما يرغب زوجها في علاقتهما الزوجية قائلة: عندما كان زوجي يقترب مني أشعر أني لا أراه وأن حاجزاً كبيراً يمنعني عنه، وأن تماساً كهربياً قد سكن جسدي، وفي إحدى المرات رأيته كأنه قرد أو كلب، فهربت مسرعة من غرفة النوم، وأنا لا أصدق ما يحدث لي.
ثم قالت: علمتُ بوجود شيخ فاضل في مدينتنا يعالج بالقرآن، توكلت على الله وذهبت إليه مع زوجي، وكانت المفاجأة التي صدمتنا أن زوجة زوجي الأولى هي التي سحرتني كي أبتعد عن زوجي، وبفضل الله ثم بمعالجة هذا الشيخ الفاضل لي، عادت علاقتي بزوجي طبيعية.
وردة مسحورة
وبصوت ممزوج بالبكاء وصفت إحدى الأمهات لـ "سبق" معاناة ابنتها قائلة: ابنتي كانت متفوقة في دراستها ودائماً ما تتفوق على صديقاتها وتحصد المركز الأول في المرحلة الثانوية.
وصمتت عن الحديث برهة ثم استكملت حديثها: قبل فترة وجيزة من اختبارات نصف العام تعرضت ابنتي لأزمة صحية، فكانت تشكو من عجزها عن التركيز في المذاكرة، ونسيانها لكل معلومة تقرأها حتى ولو كانت بسيطة، معربة عن أسفها لرسوب ابنتها في الشهادة الثانوية. وتابعت: قدمت ابنتي أوراقها ثلاث مرات لاختبار الثانوية العامة، وللأسف رسبت.
رأى بعض الأقارب أن ابنتي ربما حُسدت أو سُحرت، واقترحوا علينا الذهاب لراق يرقي بالقرآن متمكن، وقد عالج الكثيرات، ذهبنا إليه والخوف يقتلنا أن ندخل في دائرة لا نستطيع الخلاص منها. وقالت: أخبرنا الشيخ أن ابنتي مسحورة سحرين "مشموم ومشروب" عن طريق زميلاتها في المدرسة، وقد تذكرت ابنتي أن إحدى زميلاتها أعطتها وردة جميلة وأخرى أعطتها عصيراً وكان بهما سحر أصاب ابنتي فأعجز ذهنها عن الفهم والاستيعاب.
وأبدت أسفها لتوقف ابنتها عن التعليم وقالت: أخبرنا الشيخ آسفاً أننا تأخرنا في عرضها عليه، لأن السحر تمكن منها فأعجزها عن مواصلة دراستها، بالرغم من تفوقها السابق. وختمت حديثها قائلة: أقرأ دائماً القرآن فيلهمني الصبر والاحتساب، وقد فوضت أمري لله.
سحر التعطيل
إحدى الفتيات تحدثت عن معاناتها قائلة: أنا الحمد لله معلمة، راتبي مميز وعائلتي تحترمني، تقدم لخطبتي ابن عمي وهو أقل مني اجتماعياً وعلمياً، وقد زارتني شقيقتاه لمعرفة رأيي في الزواج، بيد أني رفضته بكل احترام.
وأردفت قائلة: بعد هذه الزيارة لم يتقدم أي شاب لخطبتي، وأحياناً يتقدم لخطبتي شباب ويذهبون بلا عودة، وانهارت باكية ثم قالت: ظللت ثلاث سنوات أعاني نفسياً وأنا أجد زميلاتي يتزوجن، حتى اقترحت علي إحدى زميلاتي الذهاب إلى شيخ فاضل لمعرفة سبب تأخر زواجي، ذهبنا للشيخ وأخبرنا أن بنات عمي سحرنني "سحر التعطيل" كي لا أتزوج، ومع متابعة الشيخ لي تزوجت بفضل الله من شاب متدين، أدعو الله أن يكون زوجي في الدنيا والآخرة.
طليقي سحرني
زوجة أخرى تحدثت عن معاناتها قائلة: تزوجت للمرة الثانية بعد طلاقي من زوجي، وبفضل الله وهبني زوجاً عوضني خيراً عن حياتي البائسة التي عشتها مع زوجي الأول. وتابعت: وهبني الله ثلاث بنات هن زهرات حياتي، بيد أنه عند حملي بـ "ذكر" يموت في بطني، ظللت أعاني من هذا مدة طويلة وأحتسب أجري عند الله، وبعد سنوات عديدة لاحظت أن زوجي تغيرت مشاعره تجاهي، فهو يتمنى إنجاب ولد يحقق به ذاته ويحمل لقبه طول الزمن، استخرت الله وذهبت لشيخ مشهود له بالخلق والإيمان، فأخبرنا أن طليقي سحرني كي أنجب إناثاً فقط وليس ذكوراً، حتى يمل زوجي ويطلقني.
عاطفة المرأة
في البداية أرجع المأذون الشرعي بمنطقة عسير الشيخ عمر العاطفي لجوء المرأة للسحر لفطرتها الطبيعية الضعيفة التي تتأثر بما حولها، ورغبتها أن تصبح الأفضل والأجمل دائماً، موضحاً أن عاطفة المرأة هي المحرك الأول لتلبية رغبتها وأهوائها الشخصية، ما يجعلها تقع في المحظورات الشرعية وتلجأ إلى عالم السحر والدجل.
وأبان العاطفي أن المرأة أكثر عُرضة للحسد والسحر، معللاً ذلك برغبتها المستمرة في التفوق على الأخريات جمالاً وعلماً ومالاً، ولفت إلى أن ذلك يزرع الغيرة في نفسها، ويخرجها من دائرة العقل البشري، فتتبع الهوى والشيطان، فتكره وتحسد وتنزلق إلى هاوية الدجل.
وأفاد أن السحر ثلاثة أنواع: عداوة وانتقام، كره وحقد، هوى وعشق. مبيناً أن المرأة تدور في فلك هذه الأنواع عندما تفضل العاطفة على العقل، ورأى أن النساء بجميع طبقاتهن الاجتماعية والثقافية يلجأن للسحر، وفي القرى والمناطق الشعبية أكثرهن من الطبقات الفقيرة وغير المثقفة.
وحذر المرأة من اللجوء للسحر لتحقيق أهوائها، وطالبها بتقوى الله فقد يبتليها الله بدعاء مظلومة، فتنقلب حسرة عليها، ودعا المرأة المسحورة إلى الصبر والاحتساب، والمعالجة بالطرق الشرعية، وحذرها من اللجوء للمشعوذين لحل مشكلاتها.
ولحماية المرأة من السحر نصحها الشيخ بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والمواظبة على قراءة الأذكار اليومية، والحرص على الطهارة الدائمة، وحذرها من الغضب لأنه مدخل الجن للإنس، ودعا المرأة إلى لنظر لمن هن أدنى منها وليس للأفضل.
الإحساس بالضعف
من جهتها، رأت استشارية علم النفس الإكلينيكي مها حريري أن المرأة تلجأ بنسبة أكبر من الذكور إلى عالم التنجيم والتبصير ومعرفة الغيب وأمور العين والسحر في العالم العربي، حتى تكمل النقص المشاع بأنها امرأة ضعيفة، ونجدها تلجأ إلى السحرة لتحسن حياتها وتنعم بالهناء من وجهه نظرها، إذ الدافع القوي هو إحساسها بأنها ضعيفة ولا يوجد من يساندها فتستمد قوتها من هؤلاء الدجالين.
وقالت: لا يوجد سبب نفسي واضح يؤدي بالمرأة للجوء للدجالين والمشعوذين، بيد أن هناك عوامل تدفع بالمرأة إلى الإيمان بالعين والسحر، من أهمها الشعور بالضعف والنقص خاصة إذا عوملت معاملة سيئة، كما أن الشخصية التي لديها استعداد فصامي أكثر قابليه للإيمان القاطع لقوة السحر إرجاع كل أمور حياته إلى السحر والعين.
عالم الجهل والظلام
وأفادت أن علم النفس عادة ما يدرس الظواهر النفسية ولا يقتصر على العوامل البيولوجية والفسيولوجية، ولذا تتم دراسة التفكير والتخيل والتصور والإدراك والسلوكيات.
وعن دور المعالج النفسي قالت: نقوم بتعديل الاتجاهات الخاطئة أولاً ثم بعد ذلك نرقب السلوكيات ونحددها وقد نستعين في حالات متقدمة بالأطباء النفسيين خاصة إذا كانت الشخصية فصامية.
ونصحت كل من يعتقد أنه مسحور قائلة: هناك تفاعل عميق بين الجوانب النفسية والجسمية في الإنسان، فالعوامل النفسية تؤثر في الجوانب الجسمية والعكس صحيح، مشيرة إلى أن الفرد إذا كان تحت ظروف معينة تساعده على التأثر بالعوامل الروحانية أو الإيحاء سواء بالسحر أو بالحسد فإنه يتأثر بذالك.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن السحر عبارة عن ممارسة لإظهار قوى خفية ليس عن طريق الصلاة أو الدعاء، وقالت: ليس من المنطق أن نرجع كل أمراضنا وما نشعر به إلى أمور السحر والشعوذة، مطالبة بتطبيق المنطق حتى لا نكون صور مكررة لعالم الظلام والجهل.
قيود اجتماعية
بيد أن سيدة الأعمال مضاوي الحسون نفت اهتمام النساء وحدهن بالسحر، مؤكدة لجوء الكثير من الرجال في بعض القطاعات الهامة لأعمال السحر لتحقيق نجاحات وانتصارات يشيد بها الجميع، وأرجعت الحسون أسباب لجوء المرأة للسحر لضعفها، والقيود الاجتماعية التي تحاصرها، وعجزها عن مواجهة مشكلات حياتها القهرية، موضحة أن القائمين بالسحر يرسمون طريقاً وردياً لتحقيق آمال المرأة المقهورة ومن ثم تقع في براثنهم الخادعة.
وتابعت قائلة: المرأة في مجتمعنا تكبلها المشكلات الاجتماعية التي يتأخر كثيراً البت فيها وتحقيق الأمان والعدل لها، معربة عن أسفها لظلم المجتمع للمرأة، وإهداره لحقوقها الاجتماعية والشرعية، وواقعها المرير الذي يوصد أمامها جميع الوسائل المشروعة لتحقيق إنسانيتها المفقودة، ولفتت إلى أن معاناة المرأة سبب رئيسي لهروبها من واقعها المؤلم والتشبث بأذيال الأمل الخادع عن طريق الغيبيات وأعمال السحر.
وعن سبب لجوء بعض المثقفات لأعمال السحر أبانت أن الخوف والقلق من المستقبل والضعف النفسي يجعلان المرأة تلجأ إلى السحر والدجل مهما كان مركزها الاجتماعي والثقافي، مؤكدة تساوي الرجل والمرأة في أسباب إقبالهم على أعمال السحر.
ورفضت سيدة الأعمال لجوء المرأة لهذه الأعمال غير المنطقية لنيل حقوقها، وطالبتها بمواجهة مشكلاتها بواقعية، والتخلي عن العاطفة التي تؤدي بها لهاوية لا تستطيع الفرار منها، وختمت حديثها داعية المرأة للسعي لنيل حقوقها بدلاً من اللهث وراء الغيبيات.
وسيلة تجارية
فيما أكدت أستاذ الإعلام الدكتورة أميرة النمر أن هناك ظاهرة جديدة دخلت إلى عالم الإعلام المرئي، حيث تحولت الفضائيات الخاصة إلى وسيلة لترويج ثقافة الدجل والشعوذة وعالم الغيبيات والأبراج، ما جعل الإعلام يتحول إلى وسيلة تجارية بحتة تجري وراء المادة دون النظر إلى المضمون المقدم.
وأفادت أن الإعلام استطاع أن يستقطب المرأة ويلعب على عاطفتها ما جعل تلك البرامج تلقى صدى كبيراً عند المرأة وبالتالي جعلها تلغي عقلها وتصبح فارغة، مشيرة إلى أن الفضائيات نجحت في استهداف أكبر شريحة من النساء بالخرافات والدجل الذي نسمع عنه الآن، ولم يقتصر الأمر على الطبقات المتوسطة فقط بل هناك طبقات ذات مستوى ثقافي مرتفع وتجدها تتابع الأبراج وتجري وراء معتقدات بالية روجها الإعلام.
ورأت أن الإعلام الخاص أصبحا مروجاً كبيراً لعالم السحر، ضارباً بعرض الحائط كل القيم الأخلاقية، وطالبت بوضع ميثاق شرف لتنظيم العمل في القنوات الخاصة تحديداً.
ونصحت أستاذة الإعلام المرأة بألا تضيع وقتها وراء تلك التفاهات التي تُدخلها إلى عالم الدجل والشعوذة والغيبيات والهدف في النهاية استنزاف الفكر والعقل والمال، وقالت: للأسف بالرغم من كل الحراك المجتمعي الموجود إلا أن هناك نساء ما زلن يلهثن وراء السحرة والمشعوذين.
32
جدة: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) هذه الآية الكريمة حسمت أمور السحرة والمشعوذين ، إلا أن واقع الحال جعل العديد من النساء يعانين بعض القيود الاجتماعية التي رسمت ملامح واقع مأساوي تعيشه المرأة، ما جعلها تهرب إلى عالم الغيبيات، آملة أن تجد حلولاً لبعض المشاكل التي صعُب على المجتمع أن يعالجها. ومن اللافت أن الطبقات المثقفة في المجتمع تلجأ لتلك الأمور وتقع ضحية للدجالين والمشعوذين.
"سبق" تعرض قصصاً لنساء نزفن ألماً وحسرة من جراء أعمال سحرية وقعت بهن، وتتساءل: هل ضعف المرأة وراء لجوئها لعالم السحرة؟ أم أن حالة الفراغ وتغييب العقل جعلتها فريسة لهؤلاء السحرة؟!
كهرباء في جسدي
في البداية تحدثت إحدى السيدات "تحتفظ "سبق" باسمها" قائلة: أنا الزوجة الثانية لزوجي، وقد وافقت على الزواج منه لأني وجدت فيه الخُلق الطيب والإيمان الحق، وبعد شهر من الزواج بدأت أشعر بالنفور منه وعدم الرغبة في الاقتراب منه، وكذلك عندما أشتم رائحته تنتابني حالة غثيان، اعتقدت أنها أعراض حمل، بيد أن الطبيب نفى لي ذلك.
وتابعت: حار زوجي في أمري، فهو يلبي كل رغباتي ويعاملني أرقى معاملة. واصفة ما تراه عندما يرغب زوجها في علاقتهما الزوجية قائلة: عندما كان زوجي يقترب مني أشعر أني لا أراه وأن حاجزاً كبيراً يمنعني عنه، وأن تماساً كهربياً قد سكن جسدي، وفي إحدى المرات رأيته كأنه قرد أو كلب، فهربت مسرعة من غرفة النوم، وأنا لا أصدق ما يحدث لي.
ثم قالت: علمتُ بوجود شيخ فاضل في مدينتنا يعالج بالقرآن، توكلت على الله وذهبت إليه مع زوجي، وكانت المفاجأة التي صدمتنا أن زوجة زوجي الأولى هي التي سحرتني كي أبتعد عن زوجي، وبفضل الله ثم بمعالجة هذا الشيخ الفاضل لي، عادت علاقتي بزوجي طبيعية.
وردة مسحورة
وبصوت ممزوج بالبكاء وصفت إحدى الأمهات لـ "سبق" معاناة ابنتها قائلة: ابنتي كانت متفوقة في دراستها ودائماً ما تتفوق على صديقاتها وتحصد المركز الأول في المرحلة الثانوية.
وصمتت عن الحديث برهة ثم استكملت حديثها: قبل فترة وجيزة من اختبارات نصف العام تعرضت ابنتي لأزمة صحية، فكانت تشكو من عجزها عن التركيز في المذاكرة، ونسيانها لكل معلومة تقرأها حتى ولو كانت بسيطة، معربة عن أسفها لرسوب ابنتها في الشهادة الثانوية. وتابعت: قدمت ابنتي أوراقها ثلاث مرات لاختبار الثانوية العامة، وللأسف رسبت.
رأى بعض الأقارب أن ابنتي ربما حُسدت أو سُحرت، واقترحوا علينا الذهاب لراق يرقي بالقرآن متمكن، وقد عالج الكثيرات، ذهبنا إليه والخوف يقتلنا أن ندخل في دائرة لا نستطيع الخلاص منها. وقالت: أخبرنا الشيخ أن ابنتي مسحورة سحرين "مشموم ومشروب" عن طريق زميلاتها في المدرسة، وقد تذكرت ابنتي أن إحدى زميلاتها أعطتها وردة جميلة وأخرى أعطتها عصيراً وكان بهما سحر أصاب ابنتي فأعجز ذهنها عن الفهم والاستيعاب.
وأبدت أسفها لتوقف ابنتها عن التعليم وقالت: أخبرنا الشيخ آسفاً أننا تأخرنا في عرضها عليه، لأن السحر تمكن منها فأعجزها عن مواصلة دراستها، بالرغم من تفوقها السابق. وختمت حديثها قائلة: أقرأ دائماً القرآن فيلهمني الصبر والاحتساب، وقد فوضت أمري لله.
سحر التعطيل
إحدى الفتيات تحدثت عن معاناتها قائلة: أنا الحمد لله معلمة، راتبي مميز وعائلتي تحترمني، تقدم لخطبتي ابن عمي وهو أقل مني اجتماعياً وعلمياً، وقد زارتني شقيقتاه لمعرفة رأيي في الزواج، بيد أني رفضته بكل احترام.
وأردفت قائلة: بعد هذه الزيارة لم يتقدم أي شاب لخطبتي، وأحياناً يتقدم لخطبتي شباب ويذهبون بلا عودة، وانهارت باكية ثم قالت: ظللت ثلاث سنوات أعاني نفسياً وأنا أجد زميلاتي يتزوجن، حتى اقترحت علي إحدى زميلاتي الذهاب إلى شيخ فاضل لمعرفة سبب تأخر زواجي، ذهبنا للشيخ وأخبرنا أن بنات عمي سحرنني "سحر التعطيل" كي لا أتزوج، ومع متابعة الشيخ لي تزوجت بفضل الله من شاب متدين، أدعو الله أن يكون زوجي في الدنيا والآخرة.
طليقي سحرني
زوجة أخرى تحدثت عن معاناتها قائلة: تزوجت للمرة الثانية بعد طلاقي من زوجي، وبفضل الله وهبني زوجاً عوضني خيراً عن حياتي البائسة التي عشتها مع زوجي الأول. وتابعت: وهبني الله ثلاث بنات هن زهرات حياتي، بيد أنه عند حملي بـ "ذكر" يموت في بطني، ظللت أعاني من هذا مدة طويلة وأحتسب أجري عند الله، وبعد سنوات عديدة لاحظت أن زوجي تغيرت مشاعره تجاهي، فهو يتمنى إنجاب ولد يحقق به ذاته ويحمل لقبه طول الزمن، استخرت الله وذهبت لشيخ مشهود له بالخلق والإيمان، فأخبرنا أن طليقي سحرني كي أنجب إناثاً فقط وليس ذكوراً، حتى يمل زوجي ويطلقني.
عاطفة المرأة
في البداية أرجع المأذون الشرعي بمنطقة عسير الشيخ عمر العاطفي لجوء المرأة للسحر لفطرتها الطبيعية الضعيفة التي تتأثر بما حولها، ورغبتها أن تصبح الأفضل والأجمل دائماً، موضحاً أن عاطفة المرأة هي المحرك الأول لتلبية رغبتها وأهوائها الشخصية، ما يجعلها تقع في المحظورات الشرعية وتلجأ إلى عالم السحر والدجل.
وأبان العاطفي أن المرأة أكثر عُرضة للحسد والسحر، معللاً ذلك برغبتها المستمرة في التفوق على الأخريات جمالاً وعلماً ومالاً، ولفت إلى أن ذلك يزرع الغيرة في نفسها، ويخرجها من دائرة العقل البشري، فتتبع الهوى والشيطان، فتكره وتحسد وتنزلق إلى هاوية الدجل.
وأفاد أن السحر ثلاثة أنواع: عداوة وانتقام، كره وحقد، هوى وعشق. مبيناً أن المرأة تدور في فلك هذه الأنواع عندما تفضل العاطفة على العقل، ورأى أن النساء بجميع طبقاتهن الاجتماعية والثقافية يلجأن للسحر، وفي القرى والمناطق الشعبية أكثرهن من الطبقات الفقيرة وغير المثقفة.
وحذر المرأة من اللجوء للسحر لتحقيق أهوائها، وطالبها بتقوى الله فقد يبتليها الله بدعاء مظلومة، فتنقلب حسرة عليها، ودعا المرأة المسحورة إلى الصبر والاحتساب، والمعالجة بالطرق الشرعية، وحذرها من اللجوء للمشعوذين لحل مشكلاتها.
ولحماية المرأة من السحر نصحها الشيخ بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والمواظبة على قراءة الأذكار اليومية، والحرص على الطهارة الدائمة، وحذرها من الغضب لأنه مدخل الجن للإنس، ودعا المرأة إلى لنظر لمن هن أدنى منها وليس للأفضل.
الإحساس بالضعف
من جهتها، رأت استشارية علم النفس الإكلينيكي مها حريري أن المرأة تلجأ بنسبة أكبر من الذكور إلى عالم التنجيم والتبصير ومعرفة الغيب وأمور العين والسحر في العالم العربي، حتى تكمل النقص المشاع بأنها امرأة ضعيفة، ونجدها تلجأ إلى السحرة لتحسن حياتها وتنعم بالهناء من وجهه نظرها، إذ الدافع القوي هو إحساسها بأنها ضعيفة ولا يوجد من يساندها فتستمد قوتها من هؤلاء الدجالين.
وقالت: لا يوجد سبب نفسي واضح يؤدي بالمرأة للجوء للدجالين والمشعوذين، بيد أن هناك عوامل تدفع بالمرأة إلى الإيمان بالعين والسحر، من أهمها الشعور بالضعف والنقص خاصة إذا عوملت معاملة سيئة، كما أن الشخصية التي لديها استعداد فصامي أكثر قابليه للإيمان القاطع لقوة السحر إرجاع كل أمور حياته إلى السحر والعين.
عالم الجهل والظلام
وأفادت أن علم النفس عادة ما يدرس الظواهر النفسية ولا يقتصر على العوامل البيولوجية والفسيولوجية، ولذا تتم دراسة التفكير والتخيل والتصور والإدراك والسلوكيات.
وعن دور المعالج النفسي قالت: نقوم بتعديل الاتجاهات الخاطئة أولاً ثم بعد ذلك نرقب السلوكيات ونحددها وقد نستعين في حالات متقدمة بالأطباء النفسيين خاصة إذا كانت الشخصية فصامية.
ونصحت كل من يعتقد أنه مسحور قائلة: هناك تفاعل عميق بين الجوانب النفسية والجسمية في الإنسان، فالعوامل النفسية تؤثر في الجوانب الجسمية والعكس صحيح، مشيرة إلى أن الفرد إذا كان تحت ظروف معينة تساعده على التأثر بالعوامل الروحانية أو الإيحاء سواء بالسحر أو بالحسد فإنه يتأثر بذالك.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن السحر عبارة عن ممارسة لإظهار قوى خفية ليس عن طريق الصلاة أو الدعاء، وقالت: ليس من المنطق أن نرجع كل أمراضنا وما نشعر به إلى أمور السحر والشعوذة، مطالبة بتطبيق المنطق حتى لا نكون صور مكررة لعالم الظلام والجهل.
قيود اجتماعية
بيد أن سيدة الأعمال مضاوي الحسون نفت اهتمام النساء وحدهن بالسحر، مؤكدة لجوء الكثير من الرجال في بعض القطاعات الهامة لأعمال السحر لتحقيق نجاحات وانتصارات يشيد بها الجميع، وأرجعت الحسون أسباب لجوء المرأة للسحر لضعفها، والقيود الاجتماعية التي تحاصرها، وعجزها عن مواجهة مشكلات حياتها القهرية، موضحة أن القائمين بالسحر يرسمون طريقاً وردياً لتحقيق آمال المرأة المقهورة ومن ثم تقع في براثنهم الخادعة.
وتابعت قائلة: المرأة في مجتمعنا تكبلها المشكلات الاجتماعية التي يتأخر كثيراً البت فيها وتحقيق الأمان والعدل لها، معربة عن أسفها لظلم المجتمع للمرأة، وإهداره لحقوقها الاجتماعية والشرعية، وواقعها المرير الذي يوصد أمامها جميع الوسائل المشروعة لتحقيق إنسانيتها المفقودة، ولفتت إلى أن معاناة المرأة سبب رئيسي لهروبها من واقعها المؤلم والتشبث بأذيال الأمل الخادع عن طريق الغيبيات وأعمال السحر.
وعن سبب لجوء بعض المثقفات لأعمال السحر أبانت أن الخوف والقلق من المستقبل والضعف النفسي يجعلان المرأة تلجأ إلى السحر والدجل مهما كان مركزها الاجتماعي والثقافي، مؤكدة تساوي الرجل والمرأة في أسباب إقبالهم على أعمال السحر.
ورفضت سيدة الأعمال لجوء المرأة لهذه الأعمال غير المنطقية لنيل حقوقها، وطالبتها بمواجهة مشكلاتها بواقعية، والتخلي عن العاطفة التي تؤدي بها لهاوية لا تستطيع الفرار منها، وختمت حديثها داعية المرأة للسعي لنيل حقوقها بدلاً من اللهث وراء الغيبيات.
وسيلة تجارية
فيما أكدت أستاذ الإعلام الدكتورة أميرة النمر أن هناك ظاهرة جديدة دخلت إلى عالم الإعلام المرئي، حيث تحولت الفضائيات الخاصة إلى وسيلة لترويج ثقافة الدجل والشعوذة وعالم الغيبيات والأبراج، ما جعل الإعلام يتحول إلى وسيلة تجارية بحتة تجري وراء المادة دون النظر إلى المضمون المقدم.
وأفادت أن الإعلام استطاع أن يستقطب المرأة ويلعب على عاطفتها ما جعل تلك البرامج تلقى صدى كبيراً عند المرأة وبالتالي جعلها تلغي عقلها وتصبح فارغة، مشيرة إلى أن الفضائيات نجحت في استهداف أكبر شريحة من النساء بالخرافات والدجل الذي نسمع عنه الآن، ولم يقتصر الأمر على الطبقات المتوسطة فقط بل هناك طبقات ذات مستوى ثقافي مرتفع وتجدها تتابع الأبراج وتجري وراء معتقدات بالية روجها الإعلام.
ورأت أن الإعلام الخاص أصبحا مروجاً كبيراً لعالم السحر، ضارباً بعرض الحائط كل القيم الأخلاقية، وطالبت بوضع ميثاق شرف لتنظيم العمل في القنوات الخاصة تحديداً.
ونصحت أستاذة الإعلام المرأة بألا تضيع وقتها وراء تلك التفاهات التي تُدخلها إلى عالم الدجل والشعوذة والغيبيات والهدف في النهاية استنزاف الفكر والعقل والمال، وقالت: للأسف بالرغم من كل الحراك المجتمعي الموجود إلا أن هناك نساء ما زلن يلهثن وراء السحرة والمشعوذين.
32
الراقي العراقى- راقي
- تفوق : 8722
السٌّمعَة : 4140
تاريخ التسجيل : 04/08/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 16, 2024 3:18 pm من طرف زائر
» قصة السحر المشروب - كيف تعالجت من السحر المشروب بعد سنوات من الم المعدة والقولون والتنميل والنفور
الخميس يوليو 04, 2024 1:28 am من طرف زائر
» قصة سحر المقابر المدفون - قصص حقيقية عن السحر المدفون في القبور
الخميس يوليو 04, 2024 1:27 am من طرف زائر
» [القاطي العبدري]أشهد بأن الشيخ القاطي العبدري هو أحد أفضل الشيوخ في مجال التخلص من السحر وإخراج الجن. لقد تعاملت معه وشعرت بالتحسن الكبير في حالتي. صدقه ومهارته
الخميس يوليو 04, 2024 1:23 am من طرف العنود
» الطريقة الصحيحة لفك السحر بالقرآن: فضل سور البقرة، يس، والحشر
السبت يونيو 22, 2024 5:46 am من طرف ابن الحاج الكبير
» هل يسبب السحر المشروب والماكول جرثومة المعدة وكيف نتخلص منها
السبت يونيو 22, 2024 3:27 am من طرف ابن الحاج الكبير
» فوائد الزنجبيل وكيفية استخدامه في علاج الأمراض
السبت يونيو 22, 2024 3:22 am من طرف ابن الحاج الكبير
» أسباب وأعراض ومكافحة التهاب الفم بالاعشاب
السبت يونيو 22, 2024 3:08 am من طرف ابن الحاج الكبير
» علاج الربو والكحة الشديدة باستخدام لسان الثور والبابونج
السبت يونيو 22, 2024 3:04 am من طرف ابن الحاج الكبير