حكم من شارك في عمل سحر وهو لا يدري

[الراقي العراقى]

حكم من شارك في عمل سحر وهو لا يدري
عندما كنت في السادسة عشرة من عمري جاءت إلي امرأة من قريباتي، وأمرتني بالتبول-أ كرمكم الله- على شيء لا أعلم ما هو، كانت قطعة صغيرة ملفوفة بلزق بلا ستر، ومكتوب عليه اسم زوجها ووالدته. في البداية خفت من طلبها الغريب ولم أستجب، وحلفت لي أنه ليس سحرا، وأنه شيء عادي. فقلت لها اذهبي لأختي أنا لن أفعل ذلك، فقالت: إنه لايصلح ذلك لكون أختي مرتبطة. وبعد إلحاحها فعلت ما أمرتني به. وحلفتني أن لا أخبر أحدا من أهلي، وبعد فترة من الزمن تأكدت أن مافعلته كان سحرا حيث إني أراها من النادر أن تصلي، وكذلك زوجها لايرفض لها طلبا. وقد أخبرت إحدى قريباتي لعلها تساعدني. المشكلة الآن هل أنا مذنبة بفعلي هذا معها؟ وهل علي كفارة حلف لأني أخبرت قريبتي؟ وهل مافعلته يؤثر على حياتي مثلا من ناحية الزواج حيث إنه تقدم شخص لخطبتي، ولكن لم يكن هناك نصيب، وتقدم لي اثنان وهما متزوجان، ولا أحد غيرهما تقدم لخطبتي، كذلك بعد مافعلته بفترة تعرضت لمرض الوسواس القهري، ولكني الحمدلله بدأت أتعافى منه قليلا، وهذا بفضل الله سبحانه؟ وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد أخطأت في مطاوعتك للمرأة المذكورة، ولأن هذا الفعل فيه طاعة المشعوذين والسحرة في أفعالهم الخبيثة، والطاعة في مثل هذا والإعانة عليه لا تجوز، وأما إخبارك بما استكتمتك عليه قريبتك فيعتبر حنثا منك في اليمين التي حلفتها، وبالتالي فعليك كفارة يمين، وهي على التخيير بين ثلاث خصال: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم تجدي صمت ثلاثة أيام، لقول الله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ. (المائدة:89).
وأما تأثير ذلك على مستقبل حياتك فلا نعلم فيه شيئا، ولكنا ننصحك بالمواظبة على التعوذات المأثورة، ولا حرج عليك أن تعملي الرقية الشرعية مع صرفك عن ذهنك أنك مصابة.

وراجعي في علاج الوسواس الفتوى رقم : 106886

والله أعلم.