أصل الوصول الصلاة على الرسول

[ابن الحاج الكبير]

*زاد الأولياء*

*أصل الوصول الصلاة على الرسول ﷺ*

       أخي الحبيب 
يقول صاحب هذا المقال :
أنكَ كلما تلوت الصلاة على النبى صلي الله عليه وسلم كُلما فُتِحَ عليك فتوح العارفين به وعند التعلق به ﷺ يُفتح عليك، لأنك فى معية رسول الله صلي الله عليه وسلم .
- كثرة الصلاة على رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم 
هو أمر ٌمُجَرب،
جَرب وسترى بما يفتح الله عليك 
لأنه إذا خالط قلبك كثرة الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم صاحبتك الأنفاس من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا .
- كثرة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ﷺ هى شِعار الأولياء إلى أن يَرث الله الأرض ومن عليها ..
صلاتك على النبى صلي الله عليه وسلم ﷺ استمداد لهذا الرِزق الروحاني ..
_ وإذا كان النبى صلي الله عليه وسلم ﷺفي حال بشريته كان لا يرد سائلًا 
     فما بالك فى حال روحانيته .. 
- الصلاة على النبى صل الله عليه وآله وسلم هي أصل الأوراد ،وأصل الاوراد كلها من رسول الله فالصلاة على الرسول مفتاح للفهم عن الله، والأوراد كلها لربط الانسان بالله،
الوِرد وسيلة وليس غاية ،الغايه هو محبوبك الأبدي السرمدى هو الله جل جلاله القائل ما خلقت الخلق إلا ليعبدونى أى ليعرفوني كما جاء في شرح ابن عباس والدلالة على هذا المحبوب هو الحبيب المصطفى صلي الله عليه وآله وسلم .
- ببركة الصلاة على النبى صلي الله عليه وسلم تستمد منه أسرار الجمال، لأن الصلاة على النبى أصلًا توسُل بالنبى 
فأنت بها تسأل الله أن يُسبغ عليك كرامات من الكرامات التى أعطاها الله عزوجل لهذا النبى فقسمها على الأكوان ﷺ لأنه قال؛ "إنما أنا قاسم والله مُعطى".
- سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ﷺ هو قِبلة المؤمنين وقِبلة أرواحهم، وقُطب الرحى ، ونقطة الدائرة، وهو الباب إلىٰ الله، سُدت كل الأبواب إلا بابه الكريم، والصلاة علىٰ سيدنا رسول الله ﷺ إنما هي بعض حقه، والصلاة علىٰ النبي ﷺ تقبل من كل أحد، من المؤمن ومن التقي، ومن غيرهم، لتعلقها بالمقام الأجل، فمن يئس من نفسه ورأىٰ أنه لا يطيع ربه إلا قليلاً فليشرع في الصلاة علىٰ النبي صلي الله عليه وسلم ﷺ مستحضراً حقه ووجوب الأدب معه، فإن ذلك يحمله علىٰ القيام بالفرائض، واجتناب المناهي، والتقرب إلىٰ الله تعالىٰ .
- وكلما صلىٰ  الانسان علىٰ النبي صلي الله عليه وسلم ﷺ فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقى وهذا بعض شأن الصلاة عليه ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهي الكفاية، وهي الشفاء، وهي الحصن الحصين، وهي التي تولد حب رسول الله صلي الله عليه وسلم ﷺ في قلوب المؤمنين، فيقبلون علىٰ الطاعة ويتركون المعصية، وهي التي تحافظ علىٰ ذلك الحب وتصونه، وهي التي يترقىٰ بها العبد عند ربه، وهي التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة النبي ﷺ عليه، حيث إنه يجيب علىٰ من صلىٰ عليه، وهي مدخل صحيح، للدخول علىٰ السيد المليح الفصيح ﷺ ، فالدخول علىٰ سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ﷺ يبدأ بالسلام عليه وبكثرة الصلاة عليه .
- يكفي المصلون على سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم شرفًا أن الله تعالى شهد لهم بالإيمان، وأنه سبحانه خاطبهم دون سواهم في أمر يخص خير الأنام، وأنه أمرهم بفعل قد سبقهم إليه لينالوا شرف التخلق بالواحد الديان .
و أنه تعالى يريد أن تنير بهم الأرض كما نورت بالملائكة السماء بصلاتهم على سيد ولد عدنان .
_ و أنه تعالى أمرهم بالسلام عليه حتى يكون لهم حضور عند سيدنا رسول الله .
وأن أجر المصلي والمسلم على حضرته : 
صلاة مضاعفة من مولاه ؛ ورد السلام مع الشفاعة والقرب من سيدنا حبيب الله أرأيت فضلا كهذا مع غير حبيبنا ومصطفاه ،كل ذلك قطرة من فيض وأسرار قول الله تعالى
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) .
  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ والخاتِمِ لِمَا سَبَقَ نَاصِرِالحَقِّ بَالحَقَّ والهَادِي إلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ وعَلَى آلِهِ حَقَّ   قَدْرِهِ و مِقْدَارِهِ العَظِيمِ .
الصلاة _ على _النبي ﷺ
# تجليات _ ربانيه .

[ابن الحاج الكبير]

يقول الحكيم الترمذي .......في نظريه السلوك !!
                  (   الذكر. )
الذكر هو أذن من الله للعبد في الأرتحال إليه وهو أرتحال القلب للرب ....والراحلين إليه طبقات
▓طبقه ذكرت ثم أنقطع ذكرها ولم تقدر علي الأرتحال لثقل الشهوات وجذب النفس للشهوات ،،
▓ طبقه ذكرت فارتحل القلب وبعد مسافه انقطع رحيله وتفرق يمينا وشمالا لملاحظه ذكره دون مذكوره !!
▓ طبقه ذكرت فارتحل القلب فتجاوز الكثير من المسافات حتي كاد ان يصل للقرب الإلهي فانقطع بعد ان لاحظ المنن والكرامات الإلهيه !!
▓طبقه ذكرت فارتحل القلب فصار إلي مقام القربه ثم أنقطع بعد ان وقف مع مقامه وراي في نفسه تدبيره !!
▓طبقه ذكرت فارتحل القلب وقطع مقامات القربات حتي جلس بين يدي مالك الملك وهو من طاب مقامه في مقعد صدق عند مليك مقتدر 
●☜ ويعود الحكيم الترمذي قائلا
تتفاوت القلوب تبعا لارتحالها للحق تعالي فبالذكر تتفاوت القلوب..... (وذكر الله علي وجوه)
●اولها ذكره التوحيد
● ثانيه ذكره بالامر والنهي
●ثالثه ذكره عند كل نعمه في الدين والدنيا
● رابعه ذكره بالمنن
●خامسه ذكره بالتدبير
● سادسه ذكره بالمحبه
● سابعه ذكره بالوله والشوق
● ثامنه ذكره بالأفضال
●تاسعه ذكره  بالعنايه والأرشاد
●☜ويقول الحكيم الترمذي لكل ذكر ثمره
◐أن ذكرته انه ربك ذكرك بالتربيه لك
◐ان ذكرته بالطاعه ذكرك باليسر وصرف عنك السؤ
◐ان ذكرته بالتذلل ذكرك بالحفظ والعصمه
◐ أن ذكرته ببذل النفس ذكرك بالقبول والقرب
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

[ابن الحاج الكبير]

الحق تعالي أظهر هذا الآدمي في شكل غريب وسر عجيب جمع فيه بين الضدين، وأودع فيه سر الكونين 
 نوراني ظلماني ،روحاني جسماني، سماوي أرضي، ملكوتي ملكي، معنوي حسيّ،
 أودع فيه الروح نورانية لاهوتية في نطفة ناسوتية
       (   فوقع التنازع بين الضدين )
فالروح تحن إلى وطنها اللاهوتي، 
والنطفة الطينية تحن إلى وطنها الناسوتي،
 فمن غلبت روحانية على طينته التحق بالروحانيين، وكان من المقربين في أعلى عليين، فصارت همته منصرفة إلى طاعة مولاه، والارتقاء إلى مشاهدة نوره وسناه، فانياً عن حظوظه وهواه،
 ومَن غلبت طينتُه على روحانيته التحق بالبهائم أو الشياطين، وانحط إلى أسفل سافلين، وكانت همته منصرفة إلى حظوظة وهواه، غائباً عن ذكر مولاه، قد اتخذ إلهه هواه.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل