بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
مواضيع مماثلة
هل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
هل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد
تعقيباً على تعقيبك نفع الله بك ، أقول :
وهل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد . بتحديدها أو بلفظ أدق وأضبط ( بانتقاءها ) .
فإن كان نعم .( وهذا الذي أظنه ) فالجواب يلزم القول في هذا ؛ القول في غيره من انتقاء الآيات لاسيما أن الرقية تأثيرها القوي بالنية كما هو معلوم لديكم زادكم الله علماً .
ولذلك شيخ الاسلام رحمه الله كتب قوله تعالى على جبه المريض بالرعاف:
" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " ( هود /44 ) وأراد أمر شبهه به في العلاج ، والواقعة تعرفونها .
وكذا بعض السلف كانوا ينتقون بعض الايات لبعض الأعراض وهذه فراسة .
نعم القرآن كله شفاء ، ولا تعارض البتة مع كلا النوعين
وهذا يرجع والعلم عند الله إلى قياس ذلك الأمر سيما إذا نفع بالتجربة ولا يعارضة الشرع فلا نبتدع بل نحكي بعض الوقائع التي حصلت مع بعض السلف ولاسيما العلماء العاملون _ كشيخ الاسلام _ الذين يعرفون البدع و محدثاتها وهم بعيدون كل البعد عن الوقوع فيها بحفظ الله لهم .
وأمر مهم
وهودليل الفعل بالتجربة فلها ضابط والعلم عند الله ، وهو :
أولاً : أن يكون من الأمور المباحة شرعاً والأصل في ذلك الحِلّ، حتى يدل الدليل على التحريم أو المنع .
وثانياً : وأن لا يعارض الشريعة فمتى ما حصل المقصود بالطرق السليمة اعتقاداً ومسلكا عُمل به .
ولذايقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن أثر آية الكرسي: ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها من التأثير في دفع الشياطين وإبطال أحوالهم ما لا ينضبط من كثرته وقوته " اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في الفوائد عقب الكلام عن دعاء ذي النون قال رحمه الله :
" ومتى وَجَدَ المُبْتَلَى هذا كُشِفَتْ عنه بلواه . وقد جُرب أنه مَن قالها سبع مرات ، ولا سيما مع هذه المعرفة ." وبغض النظر عن العدد وأتظر كلامه فيه فإنه نفيس .
أخيراً :
لا أدري ما وجه قول الناشر عقب كلام شيخ الاسلام رحمه الله
آمل من أخي الحبيب / أبو البراء أن يتسع صدره لنا ، فما جئنا والله إلا لنستفيد
وهل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد . بتحديدها أو بلفظ أدق وأضبط ( بانتقاءها ) .
فإن كان نعم .( وهذا الذي أظنه ) فالجواب يلزم القول في هذا ؛ القول في غيره من انتقاء الآيات لاسيما أن الرقية تأثيرها القوي بالنية كما هو معلوم لديكم زادكم الله علماً .
ولذلك شيخ الاسلام رحمه الله كتب قوله تعالى على جبه المريض بالرعاف:
" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " ( هود /44 ) وأراد أمر شبهه به في العلاج ، والواقعة تعرفونها .
وكذا بعض السلف كانوا ينتقون بعض الايات لبعض الأعراض وهذه فراسة .
نعم القرآن كله شفاء ، ولا تعارض البتة مع كلا النوعين
وهذا يرجع والعلم عند الله إلى قياس ذلك الأمر سيما إذا نفع بالتجربة ولا يعارضة الشرع فلا نبتدع بل نحكي بعض الوقائع التي حصلت مع بعض السلف ولاسيما العلماء العاملون _ كشيخ الاسلام _ الذين يعرفون البدع و محدثاتها وهم بعيدون كل البعد عن الوقوع فيها بحفظ الله لهم .
وأمر مهم
وهودليل الفعل بالتجربة فلها ضابط والعلم عند الله ، وهو :
أولاً : أن يكون من الأمور المباحة شرعاً والأصل في ذلك الحِلّ، حتى يدل الدليل على التحريم أو المنع .
وثانياً : وأن لا يعارض الشريعة فمتى ما حصل المقصود بالطرق السليمة اعتقاداً ومسلكا عُمل به .
ولذايقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن أثر آية الكرسي: ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها من التأثير في دفع الشياطين وإبطال أحوالهم ما لا ينضبط من كثرته وقوته " اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في الفوائد عقب الكلام عن دعاء ذي النون قال رحمه الله :
" ومتى وَجَدَ المُبْتَلَى هذا كُشِفَتْ عنه بلواه . وقد جُرب أنه مَن قالها سبع مرات ، ولا سيما مع هذه المعرفة ." وبغض النظر عن العدد وأتظر كلامه فيه فإنه نفيس .
أخيراً :
لا أدري ما وجه قول الناشر عقب كلام شيخ الاسلام رحمه الله
آمل من أخي الحبيب / أبو البراء أن يتسع صدره لنا ، فما جئنا والله إلا لنستفيد
الراقي العراقى- راقي
- تفوق : 8722
السٌّمعَة : 4140
تاريخ التسجيل : 04/08/2015
رد: هل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد
بخصوص مداخلتك أخي الكريم ( أبو الليث ) - حفظك الله ورعاك - حول الموضوع بشكل عام ، فأحب أن أوضح بعض المسائل المهمة تعقيباً على ما ذكرته من نقاط هامة :
أولاً : أما قولك – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه – : ( وهل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد . بتحديدها أو بلفظ أدق وأضبط ( بانتقاءها ) ، فاعلم يا رعاكم الله أنه لم يرد نص صريح صحيح في السنة المطهرة يؤكد مثل ما ذكرت ، إنما يكعف المعالجون بالرقية بقراءة الآيات والسور التي تتحدث عن العين والسحر استئناساً بما ذكره أهل العلم الأجلاء كما نقل ابن كثير عن وهب بن منبه عن ابن بطال ، وكما ذكر ذلك العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز 0 أما القول بآيات السحر ، وآيات العين فلا أرى أن لذلك دليل كما بينت آنفاً 0
ثانياً : أما قولك – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( فإن كان نعم . وهذا الذي أظنه فالجواب يلزم القول في هذا ؛ القول في غيره من انتقاء الآيات لاسيما أن الرقية تأثيرها القوي بالنية ) ، فاعلم يا رعاك الله أن النية كما هو معلوم لديكم هيّ متعلقة بجانب العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف كما ذكر ذلك أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ، وقد أخالف كثير من المعالجين في مسألة تحديد القراءة بالنية لأن الأصل كما هو معلوم من تعريف الرقية في الاصطلاح هو : ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) ( مجموع الفتاوى – 1 / 182 ، 10 / 195 ) ، فالأصل أخي الحبيب ( أبو الليث ) أن الرقية هي الدعاء للمريض بالشفاء ، والخروج عن هذا في ما يقدمه بعض المعالجين – وفقهم الله لكل خير – من القول ( الرقية بنية الحرق ) أو ( بنية الهداية ) أو ( بنية الإيذاء ) أراه من وجهة نظري بعد عن الأصل في المسألة وأخشى ما أخشاه أن يتطور الأمر كما يحصل مع بعض المعالجين – هداهم الله لكل خير - ، ولا يجوز أن نغفل تحت هذا العنوان أن المعالج أحياناً عند قراءته يقدم أسلوب دعوي للجن والشياطين ويدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا أمر مطلوب ولكن دون إطلاق مصطلحات ( نية الحرق ) و ( نية التعذيب ) ونحو ذلك ، ولا زلت أقول أن الأمر يتعلق بنظرتي الشرعية للمسألة بشكل عام ، ولا أخفيك أن بعض أهل العلم ذهب لمثل هذا التقسيم ، ولكني أنظر لبعيد وأطبق القاعدة الفقهية ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، وبخاصة أن كثير من المعالجين اليوم لا يفرقون بين الركن والواجب وقد شطحوا في طريقة علاجهم شطحات مهلكة وأنت أدرى أخي الحبيب بمثل تلك الشطحات 0
ثالثاً : أما قولك – وفقك الله لكل خير - : نقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وكتابة قوله تعالى على جبه المريض بالرعاف : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ( هود /44 ) ، فاعلم يا رعاك الله أن بعض أهل العلم خالف شيخ الإسلام ابن تيمية في مثل هذا الأمر ، وقد نقلت ذلك في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 93 ، 94 ) ، وأنقل لك ما كتبته حول هذه النقطة تحت عنوان ( كتابة آيات الرقية تحت سرة المريض أو على يده أو مناطق متفرقة من جسده ) :
يستشهد البعض بقول ابن القيم - رحمه الله تعالى- عن شيخه ابن تيمية - رحمه الله - أنه كان يكتب على جبهته : ( وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِىَ الأَمْرُ ) ( سورة هود – الآية 44 ) ، وقال : سمعته يقول - ابن تيمية - كتبتها لغير واحد فبرأ ، فقال : ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ، فإن الدم نجس ، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى ) ( الطب النبوي – ص 358 ) 0
ثم أورد ابن القيم - رحمه الله - نماذج لما يكتب من الآيات على الأعضاء المريضة ، لبعض الأوجاع ) ( الطب النبوي – ص 358 ، 359 ) 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم كتابة أوراق فيها القرآن والذكر والصاقها على شيء من الجسد كالصدر ونحوه أو طيها ووضعها على الضرس ، أو كتابة بعض الحروز من الأدعية الشرعية وشدها بجلد وتوضع تحت الفراش أو في أماكن أخرى ؟
فأجابت – حفظها الله - : ( إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم أو على موضع منه أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك ، لا يجوز لأنه من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) ( والحديث رواه عقبة بن عامر وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 154 ، 156 ، والحاكم في المستدرك– 4 / 216 ، 417 ، وقال الألباني حديث ضعيف ، انظر ضعيف الجامع 5703 – السلسلة الضعيفة 1266 ، وقد ذكره القيسراني في " تذكرة الحفاظ " – برقم 5431 ) 0 وقوله : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ( صحيح الجامع 632 ) 0
قال الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( والملاحظ أن ابن القيم - رحمه الله - لم يذكر دليلا على الجواز لا من الكتاب ولا من السنة ولا فعل السلف سوى ما ذكره عن شيخه - رحمه الله - 0 لذا فإن الذي أراه في هذه المسألة ، أن الأولى ترك ذلك الفعل ، والاقتصار على الرقية الشرعية الثابتة ) ( التبرك : أنواعه ، وأحكامه – ص 236 ) 0
قلت وبالله التوفيق :
1)- الأولى بل الصحيح ترك فعل ذلك لعدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة 0
2)- إن الجهل في الأمور الشرعية قد تفشى في العصر الذي نعيش فيه ، وقد يكون ذلك الفعل ذريعة للوقوع في محاذير شرعية تؤدي إلى مفاسد عظيمة ، كالوقوع في الكفر والشرك والمعصية بحسب حالها ، ولا بد من تقدير المصلحة الشرعية للقاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) 0
3)- لا يمكن أن يفهم ذلك الفعل كما فهم أيام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ونحن جازمين بأن القرن الذي عاش فيه هؤلاء الأعلام أفضل مما نعيشه اليوم ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك 0
وأود هنا التنبيه بأن فتاوى اللجنة الدائمة لا تعني مطلقاً أنها تضرب بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – عرض الحائط ، إنما يصدر مثل هذه الفتوى بناء على القاعدة الفقهية التي ذكرتها آنفاً ( قاعدة سد الذرائع ) 0
رابعاً : أما قولك – وفقك الله لكل خير - : ( وهذا يرجع والعلم عند الله إلى قياس ذلك الأمر سيما إذا نفع بالتجربة ولا يعارضة الشرع فلا نبتدع بل نحكي بعض الوقائع التي حصلت مع بعض السلف ولاسيما العلماء العاملون _ كشيخ الاسلام _ الذين يعرفون البدع و محدثاتها وهم بعيدون كل البعد عن الوقوع فيها بحفظ الله لهم ) 0
أما أن نقول القياس ونتبعه بكلمة – إذا نفع بالتجربة – فاعلم يا رعاك الله ، أنه لا يجوز أن نطلق هذا المسمى فيما يتعلق بالرقية بآيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن معنى ذلك أن نجرب فإن نفع فالحمد لله ، وهذا الكلام خطير جداً ، فكلام الله سبحانه وتعالى فيه الشفاء التام ، ومسائل التجربة – حفظك الله – لا تكون إلا باستخدامات الأمور الحسية ، وكما هو معلوم لديم فإن مسائل الرقية الشرعية لها جانبان :
1- الجانب الشرعي : وهو كل ما ثبت في العلاج والاستشفاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0
2- الجانب الحسي : وهو كل ما ثبت له فائدة طردية في العلاج والاستشفاء وليست له علاقة بالأمور الشرعية ، مع توفر ضوابط وهي على النحو التالي :
أ- أن لا يكون في تلك الاستخدامات كفر أو شرك 0
ب- أن لا يكون فيها بدعة أو معصية 0
ج- أن لا يعتقد بتلك الأسباب ، ويعلم يقيناً أنها أسباب جعلها الله سبحانه وتعالى للعلاج والاستشفاء 0
د- أن لا تكون مخضرة على صحة وسلامة المرضى 0
هـ- أن لا يكون فيها مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذين 0
و- أن يؤخذ موافقة أهل العلم والقياس والاستنباط على مشروعية استخدام تلك الأسباب 0
أما أن نخضع كلام الله وسنة رسوله للتجربة والقياس ، فحاشى وكلا ، ولا نستطيع القول مطلقاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتبع ما ذكرته أخي الكريم 0
أعود فأقول : إن المسألة بشكل عام فيها خلاف بين أهل العلم ، وقد بينت لك في معرض النقاش أنني تناقشت مع أحد طلبة العلم ، وتوصلت إلى الالتزام الحرفي بالرقية بالكتاب والسنة مع الاستئناس ببعض أقوال علماء الأمة الأجلاء ، وبخاصة أنك تعلم جيداً أن : ( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) ، وأنت تعلم يا رعاك الله أن الخرق قد اتسع الراقع بخصوص مسائل كثيرة متعلقة بالرقية والعلاج والاستشفاء 0
شاكراً ومقدراً لك هذا التعقيب ، فالهدف والغاية للجميع هو اتباع الحق أينما كان ، وقد بينت لك منهجي في البحث والتحقيق ، ولك أن تأخذ به ، أو إن كانت لديك قناعة بالتصور الكلي للمسألة فهذا أمر يعنيك ، ونعيد القول بأن ( الخلاف لا يفسد للود قضية ) ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أولاً : أما قولك – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه – : ( وهل يصح تسمية أو إطلاق آيات السحر وآيات العين وآيات الحسد . بتحديدها أو بلفظ أدق وأضبط ( بانتقاءها ) ، فاعلم يا رعاكم الله أنه لم يرد نص صريح صحيح في السنة المطهرة يؤكد مثل ما ذكرت ، إنما يكعف المعالجون بالرقية بقراءة الآيات والسور التي تتحدث عن العين والسحر استئناساً بما ذكره أهل العلم الأجلاء كما نقل ابن كثير عن وهب بن منبه عن ابن بطال ، وكما ذكر ذلك العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز 0 أما القول بآيات السحر ، وآيات العين فلا أرى أن لذلك دليل كما بينت آنفاً 0
ثانياً : أما قولك – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( فإن كان نعم . وهذا الذي أظنه فالجواب يلزم القول في هذا ؛ القول في غيره من انتقاء الآيات لاسيما أن الرقية تأثيرها القوي بالنية ) ، فاعلم يا رعاك الله أن النية كما هو معلوم لديكم هيّ متعلقة بجانب العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف كما ذكر ذلك أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ، وقد أخالف كثير من المعالجين في مسألة تحديد القراءة بالنية لأن الأصل كما هو معلوم من تعريف الرقية في الاصطلاح هو : ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) ( مجموع الفتاوى – 1 / 182 ، 10 / 195 ) ، فالأصل أخي الحبيب ( أبو الليث ) أن الرقية هي الدعاء للمريض بالشفاء ، والخروج عن هذا في ما يقدمه بعض المعالجين – وفقهم الله لكل خير – من القول ( الرقية بنية الحرق ) أو ( بنية الهداية ) أو ( بنية الإيذاء ) أراه من وجهة نظري بعد عن الأصل في المسألة وأخشى ما أخشاه أن يتطور الأمر كما يحصل مع بعض المعالجين – هداهم الله لكل خير - ، ولا يجوز أن نغفل تحت هذا العنوان أن المعالج أحياناً عند قراءته يقدم أسلوب دعوي للجن والشياطين ويدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا أمر مطلوب ولكن دون إطلاق مصطلحات ( نية الحرق ) و ( نية التعذيب ) ونحو ذلك ، ولا زلت أقول أن الأمر يتعلق بنظرتي الشرعية للمسألة بشكل عام ، ولا أخفيك أن بعض أهل العلم ذهب لمثل هذا التقسيم ، ولكني أنظر لبعيد وأطبق القاعدة الفقهية ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، وبخاصة أن كثير من المعالجين اليوم لا يفرقون بين الركن والواجب وقد شطحوا في طريقة علاجهم شطحات مهلكة وأنت أدرى أخي الحبيب بمثل تلك الشطحات 0
ثالثاً : أما قولك – وفقك الله لكل خير - : نقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وكتابة قوله تعالى على جبه المريض بالرعاف : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ( هود /44 ) ، فاعلم يا رعاك الله أن بعض أهل العلم خالف شيخ الإسلام ابن تيمية في مثل هذا الأمر ، وقد نقلت ذلك في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 93 ، 94 ) ، وأنقل لك ما كتبته حول هذه النقطة تحت عنوان ( كتابة آيات الرقية تحت سرة المريض أو على يده أو مناطق متفرقة من جسده ) :
يستشهد البعض بقول ابن القيم - رحمه الله تعالى- عن شيخه ابن تيمية - رحمه الله - أنه كان يكتب على جبهته : ( وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِىَ الأَمْرُ ) ( سورة هود – الآية 44 ) ، وقال : سمعته يقول - ابن تيمية - كتبتها لغير واحد فبرأ ، فقال : ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ، فإن الدم نجس ، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى ) ( الطب النبوي – ص 358 ) 0
ثم أورد ابن القيم - رحمه الله - نماذج لما يكتب من الآيات على الأعضاء المريضة ، لبعض الأوجاع ) ( الطب النبوي – ص 358 ، 359 ) 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم كتابة أوراق فيها القرآن والذكر والصاقها على شيء من الجسد كالصدر ونحوه أو طيها ووضعها على الضرس ، أو كتابة بعض الحروز من الأدعية الشرعية وشدها بجلد وتوضع تحت الفراش أو في أماكن أخرى ؟
فأجابت – حفظها الله - : ( إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم أو على موضع منه أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك ، لا يجوز لأنه من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) ( والحديث رواه عقبة بن عامر وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 154 ، 156 ، والحاكم في المستدرك– 4 / 216 ، 417 ، وقال الألباني حديث ضعيف ، انظر ضعيف الجامع 5703 – السلسلة الضعيفة 1266 ، وقد ذكره القيسراني في " تذكرة الحفاظ " – برقم 5431 ) 0 وقوله : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ( صحيح الجامع 632 ) 0
قال الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( والملاحظ أن ابن القيم - رحمه الله - لم يذكر دليلا على الجواز لا من الكتاب ولا من السنة ولا فعل السلف سوى ما ذكره عن شيخه - رحمه الله - 0 لذا فإن الذي أراه في هذه المسألة ، أن الأولى ترك ذلك الفعل ، والاقتصار على الرقية الشرعية الثابتة ) ( التبرك : أنواعه ، وأحكامه – ص 236 ) 0
قلت وبالله التوفيق :
1)- الأولى بل الصحيح ترك فعل ذلك لعدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة 0
2)- إن الجهل في الأمور الشرعية قد تفشى في العصر الذي نعيش فيه ، وقد يكون ذلك الفعل ذريعة للوقوع في محاذير شرعية تؤدي إلى مفاسد عظيمة ، كالوقوع في الكفر والشرك والمعصية بحسب حالها ، ولا بد من تقدير المصلحة الشرعية للقاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) 0
3)- لا يمكن أن يفهم ذلك الفعل كما فهم أيام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ونحن جازمين بأن القرن الذي عاش فيه هؤلاء الأعلام أفضل مما نعيشه اليوم ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك 0
وأود هنا التنبيه بأن فتاوى اللجنة الدائمة لا تعني مطلقاً أنها تضرب بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – عرض الحائط ، إنما يصدر مثل هذه الفتوى بناء على القاعدة الفقهية التي ذكرتها آنفاً ( قاعدة سد الذرائع ) 0
رابعاً : أما قولك – وفقك الله لكل خير - : ( وهذا يرجع والعلم عند الله إلى قياس ذلك الأمر سيما إذا نفع بالتجربة ولا يعارضة الشرع فلا نبتدع بل نحكي بعض الوقائع التي حصلت مع بعض السلف ولاسيما العلماء العاملون _ كشيخ الاسلام _ الذين يعرفون البدع و محدثاتها وهم بعيدون كل البعد عن الوقوع فيها بحفظ الله لهم ) 0
أما أن نقول القياس ونتبعه بكلمة – إذا نفع بالتجربة – فاعلم يا رعاك الله ، أنه لا يجوز أن نطلق هذا المسمى فيما يتعلق بالرقية بآيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن معنى ذلك أن نجرب فإن نفع فالحمد لله ، وهذا الكلام خطير جداً ، فكلام الله سبحانه وتعالى فيه الشفاء التام ، ومسائل التجربة – حفظك الله – لا تكون إلا باستخدامات الأمور الحسية ، وكما هو معلوم لديم فإن مسائل الرقية الشرعية لها جانبان :
1- الجانب الشرعي : وهو كل ما ثبت في العلاج والاستشفاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0
2- الجانب الحسي : وهو كل ما ثبت له فائدة طردية في العلاج والاستشفاء وليست له علاقة بالأمور الشرعية ، مع توفر ضوابط وهي على النحو التالي :
أ- أن لا يكون في تلك الاستخدامات كفر أو شرك 0
ب- أن لا يكون فيها بدعة أو معصية 0
ج- أن لا يعتقد بتلك الأسباب ، ويعلم يقيناً أنها أسباب جعلها الله سبحانه وتعالى للعلاج والاستشفاء 0
د- أن لا تكون مخضرة على صحة وسلامة المرضى 0
هـ- أن لا يكون فيها مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذين 0
و- أن يؤخذ موافقة أهل العلم والقياس والاستنباط على مشروعية استخدام تلك الأسباب 0
أما أن نخضع كلام الله وسنة رسوله للتجربة والقياس ، فحاشى وكلا ، ولا نستطيع القول مطلقاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتبع ما ذكرته أخي الكريم 0
أعود فأقول : إن المسألة بشكل عام فيها خلاف بين أهل العلم ، وقد بينت لك في معرض النقاش أنني تناقشت مع أحد طلبة العلم ، وتوصلت إلى الالتزام الحرفي بالرقية بالكتاب والسنة مع الاستئناس ببعض أقوال علماء الأمة الأجلاء ، وبخاصة أنك تعلم جيداً أن : ( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) ، وأنت تعلم يا رعاك الله أن الخرق قد اتسع الراقع بخصوص مسائل كثيرة متعلقة بالرقية والعلاج والاستشفاء 0
شاكراً ومقدراً لك هذا التعقيب ، فالهدف والغاية للجميع هو اتباع الحق أينما كان ، وقد بينت لك منهجي في البحث والتحقيق ، ولك أن تأخذ به ، أو إن كانت لديك قناعة بالتصور الكلي للمسألة فهذا أمر يعنيك ، ونعيد القول بأن ( الخلاف لا يفسد للود قضية ) ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الراقي العراقى- راقي
- تفوق : 8722
السٌّمعَة : 4140
تاريخ التسجيل : 04/08/2015
مواضيع مماثلة
» اليكم آيات الرقيه الشرعية وآيات السكينه وآيات الشفاء وبعض الأدعيه
» مكتبة علاج الحسد والعين "حسد المال" حسد الجمال"حسد الاولاد"حسد الدار"العين القديمة
» السحر المرشوش على الفراش
» مكتبة علاج الحسد والعين "حسد المال" حسد الجمال"حسد الاولاد"حسد الدار"العين القديمة
» السحر المرشوش على الفراش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 16, 2024 3:18 pm من طرف زائر
» قصة السحر المشروب - كيف تعالجت من السحر المشروب بعد سنوات من الم المعدة والقولون والتنميل والنفور
الخميس يوليو 04, 2024 1:28 am من طرف زائر
» قصة سحر المقابر المدفون - قصص حقيقية عن السحر المدفون في القبور
الخميس يوليو 04, 2024 1:27 am من طرف زائر
» [القاطي العبدري]أشهد بأن الشيخ القاطي العبدري هو أحد أفضل الشيوخ في مجال التخلص من السحر وإخراج الجن. لقد تعاملت معه وشعرت بالتحسن الكبير في حالتي. صدقه ومهارته
الخميس يوليو 04, 2024 1:23 am من طرف العنود
» الطريقة الصحيحة لفك السحر بالقرآن: فضل سور البقرة، يس، والحشر
السبت يونيو 22, 2024 5:46 am من طرف ابن الحاج الكبير
» هل يسبب السحر المشروب والماكول جرثومة المعدة وكيف نتخلص منها
السبت يونيو 22, 2024 3:27 am من طرف ابن الحاج الكبير
» فوائد الزنجبيل وكيفية استخدامه في علاج الأمراض
السبت يونيو 22, 2024 3:22 am من طرف ابن الحاج الكبير
» أسباب وأعراض ومكافحة التهاب الفم بالاعشاب
السبت يونيو 22, 2024 3:08 am من طرف ابن الحاج الكبير
» علاج الربو والكحة الشديدة باستخدام لسان الثور والبابونج
السبت يونيو 22, 2024 3:04 am من طرف ابن الحاج الكبير